[12]لوحة " موناليزا " ( مقاس 77×53
سم) للفنان " ليوناردو دافانتشي " من أكثر اللوحات التي أثارت جدلاً على
مر تاريخ الفن . ومع هذا الجدل كانت الكثير من الروايات حول هذه اللوحة
تتخذ طابع المبالغة وفي أحيان كثيرة طابع الغموض . ولا شك بأن هذه اللوحة
تكتنز الكثير من الألغاز والأسرار , غير أن القصة الحقيقية لولادتها -
ليست كما يزعم – لا تزال مجهولة . فماذا تقول القصة الحقيقية ؟
هذه اللوحة تم رسمها بمقاس كبير على لوح خشبي من شجر الحور ( من فصيلة
الصفصاف , الذي يتواجد كثيراً في بلدان شمال وشرق البحر الأبيض المتوسط )
. وهي تعتبر من أشهر أعمال الفنان " دافانتشي " ولكن ليس من أكثرها أهمية .
في البداية كانت اللوحة أكبر مما هي عليه حالياً , فقد كان يحيط بالشخصية
المرسومة عمودين من الجهة اليمنى ومن الجهة اليسرى وقد تم إقتطاعهما من
اللوحة لأسباب غير معروفة حتى الآن . ومن أجل هذا ليس من السهل التحقق من
أن " موناليزا " كانت تجلس على " تراس " المنزل , عند رسمها . كذلك تنبغي
الأشارة الى أن الكثير من التفاصيل في هذه اللوحة قد إختفت بسبب التلفيات
التي أصابها بها الزمن , وأن جزءاً من شخصية " موناليزا قد أعيد رسمه
تماماً . غير أن الخصائص الأساسية لهذه اللوحة الشهيرة لا تزال موجودة,
وهي تتجلى في تلك الخلفية الضبابية ( وهذا التكنيك يسمى بالأيطالية "
Fumato " ويعرفه الفنانون الذين درسوا الفن ) . أما الشخصية " موناليزا "
فهي مرسومة بطريقة رائعة وطبيعية وعلى الأخص ضحكتها التي يطلق عليها
النقاد " الضحكة المنومة " ( بكسر الواو من التنويم المغناطيسي ) .
الحكاية تقول أن " فرانسيسكو دي بارتولوميو دي زانوبي ديل جيوكوندو " وهو
واحد من عائلات النبلاء في " فلورنسا " كان قد طلب من الفنان " دافانتشي "
لوحة شخصية ( Portrait ) لزوجته الثالثة " ليزا دي أنطونيو ماريا دي نولدو
جيرارديني " .
" دافانتشي " بدأ العمل على هذه اللوحة عام 1503 , حيث كانت " مونا ليزا "
في سن الرابعة والعشرين .وإستمر العمل على هذه اللوحة طيلة أربع سنوات .
وعندما غادر " دافانتشي " مدينة " فلورنسا " عام 1507 , لم يبع اللوحة
لطالبها ولكنه إحتفظ بها لنفسه . البعض يفكر أن الفنان لم يسلم اللوحة
لأنها لم تكن منتهية , زالبعض الآخر يعتقد أن الفنان أحب هذه اللوحة
كثيراً وفضل الأحتفاظ بها .في عام 1516 , عندما وصل " دافانتشي " الى
فرنسا كانت هذه اللوحة من بين حقائبه التي حملها معه . وفي فرنسا باعها
الى الملك " فرنسيس الأول " الذي إشتراها لقصره في منطقة " أمبواز " . ثم
إنتقلت اللوحة الة منطقة " فونتينبلو " ثم الى " باريس " ومن بعدها إستقرت
في قصر " فرساي " بين مجموعة الملك " لويس الرابع عشر " . بعد الثورة
الفرنسية , وجدت اللوحة طريقها الى متحف " اللوفر " . غير أن " نابليون
بونابارت " إستعادها وطلب تعليقها في غرفة نومه . وعندما حوكم " نابليون "
تم إعادة اللوحة الى " اللوفر " في باريس . في 21 أغسطس 1911 سرق رجل
إيطالي اللوحة من متحف " اللوفر " وأعادها الى إيطاليا . حيث بقيت هناك
مخفية قرابة السنتين , حيث ظهرت فيما بعد في " فلورنسا " . وبعد أنتقالها
بين عدة معارض , أعيدت الى باريس . في عام 1956 جرت محاولة إتلاف اللوحة
بواسطة الأسيد من قبل شخص وصف بالهوس , وقد أتلف الأسيد النصف الأسفل من
اللوحة , غير أنها عادت الى طبيعتها بعد عمليات ترميم إستغرقت بضع سنوات .
بين عامي 1960-1970 " موناليزا " عرضت في " نيويورك " و " طوكيو " و "
موسكو " . اليوم لوحة " الموناليزا " موجودة في متحف " اللوفر " خلف حاجز
زجاجي مطاد للكسر والرصاص , وقد أتخذ قراراً بمنعها من السفر لأسباب عديدة
في مقدمتها الخوف من التلف أو الفقدان لأي ظرف كان
[/size]