ليتني لــم أعرفك يومــا ...
أكرهــك ... على قدر ما جعلتني أنتظر ... على قدر ما جعلتني اعشق انتظارك...
أكرهــك ... على قدر ما نورت ابتسامة عتمة قلبي... رغم قسوة شعرك الطويل...
رغم السذاجة في عقلك وحديثك ... نعم أكرهك إلى أن يبلغ الكرهُ حدا تفيض منه البحار ... تغرق منه الأسماك, وتلك العينان الصغيرتان ...
قلت بنبرة الخوف المجنون من الوحدة المخنوقة في أحشائها منذ أزمنة, قالتها بخوف الفرح... على قدر ما تكره الأم جنينها وهي تلده, على قدر فرحها بقدومه...
تساءلت أنـــا ...؟ ! أتعصف بنار الكراهية حتى تبلغ هذا الحد ؟
قالت وهي غارقة في الغيبوبة التي عشقتها وتعلم أنها ستستيقظ يوما وتجد نفسها
وحيدة في حديقة منزلها الصغير وعلى كرسيها الوثير ... تحتسي القهوة وتبتسم كلما تذكرت وجهي المليء بالطفولة والشعر... غير معقولة صلابة تلك الرقيقة,
إنها زهرة في منتصف الشتاء... تأكلها العيون ولا تفضل سوى طعم وحيد...
طعم غريب مثل كيانها... طعم المرارة على شفاه الفنجان الساخن, قهوتها سوداء, وشفاهها قزمرية... عجيبة تلك العذراء... لم تلمسها نسمة, رغم خرقتها عليها... ورغم شغبها بين أصابعها... علها ترضى ...
نعم أكرهك... أقولها بنبراتي الصاعقة, وسأظل أكرهك ولو بلغت أطراف السماء... فقد أحببتك يوما... ولا أعرف كيف... أقسمتِ بعينيك... بقصاصات أظافرك...
بكل الأوشام الحميمة على كتفيك وقلبك... بحرف من اسمك... بكل الدموع المبعثرة على قماش مخدتك... بلون عينيك بعسل جوارحك... بقميصك المبلل إلى اليوم بدموعك... بمنديلك... بأوراقك وما تبقى من تلك الرسائل العمياء على أدراجك...
بجدران الغرف... بكل القصائد العقيمة في حبك... بكل الرجاء بكل الأمنيات والأمسيات التي قضيناها... بحبل ذلك الشريان الكبير في قلبك... وقلتِ وترددتِ وتلعثمتِ ثم استفقتِ... ولم تكملي ما تبقى من ذلك القسم الممزوج بلعاب الرغبة والحنين ؟؟
مع دهشتي وانفعالي... تمنيت لو أني لم أعرفكِ يومـــــاً.