قرَّرتُ أن لا أعود إليكِ ..
مهما استعطفتِ نبضات قلبي ..
سأُسدِلُ السّتار ..
و سأُنهي الكلام ..
سأرفعُ جلسةَ محكمتكِ إلى ما لا نهاية ..
سأختلي بقلبي ..
بوجداني و آهاتي ..
لنجتّر سوياًّ الألم ..
سأمحي من قواميسي و معاجمي كلمة ندم ..
سأسحقُ مُخيِّلتي حتى لو مررتِ بمنعطفِ الحلم ..
هذا ما قررتُ ليكون نهايةَ قلبي و القلم ..
لمْ أُقصِّر في حُبَّكِ و لمْ أكنْ يوماً عاشق للذمم ..
كنتُ وهج نوركِ تتوسّدي نورَ قمري ..
و تفترشي الغرام على أضلعي ..
تلحّفَتْ جفوني و حضنتكِ بشغف ..
فلِمَ صفعتِني أنتِ بعذابٍ يعلو قممَ القمم ..
ترقّبتُ هطولكِ زخّاتٍ كالمطر ..
نثرتُ و شدوتُ رحيقاً من دُرَرْ ..
و لكن هيهات ثُمَّ هيهاتٍ فقدْ تلاشتْ خيوطَ الأمل ..
لم يأتِني من طيفُكِ إلاّ الهدم ..
نطرتُ عند قارعةِ الطّريقِ كلاماً في العشق ..
و لمْ يأتِني من بوحُكِ سوى عدم العدم ..
قرَّرتُ أن أُمَزِّقَ قلبي قبل أوراقي ..
قرَّرتُ أن أُجفِّفَ حبرَ أقلامي ..
أن أُخلِّصَ فكري من آهاتي ..
لنْ أسمحَ أن أكونَ لعبةَ طفلٍ بين يديكِ ..
تلعبين بها متى شِئتِ و تتركينها متى شِئتِ ..
سأرحلُ بصمتٍ من هنا ..
لن تجدي في مكتبي غيرَ أجنداتٍ و قصاصات عشقي ..
فلتذهبي إلى حيثُ ما تُريدين ..
فسيأتي يومٌ ما و تذكرين ..
عندما همستُ في أُذنكِ ..
مهما أبحرتِ في بحورِ الدُّنى لا بُدَّ أن يأتِ ذاكَ اليوم ..
لتذكري أنَّكِ لنْ تجدي أي شخص يُحبّكِ رُبعَ ملايير حُبِّي لكِ ..
فَ أيُّ قلبٍ سيحتويكِ حبيبةً بعد هجركِ ..
و أيُّ عينٍ ستدمع لفراقكِ ..
سأتركُكِ لعالمكِ الجديد ..
و أُهنَّئكِ على إخراجِ مسرحيَّة المشاعر ..
أتقنتِ دورَ الحبيبة و أبدعتِ في فن التّمثيل ..
مسرحيّةٌ بطلتُها مشاعركِ الزَّائفة ..
كتبها قلبُكِ و أخرجها دمعُكِ ..
و ضحيّةُ المسرحيَة كانت حياتي ..
ارحلي .. فسأرحلُ بلا عودة ..
لا تُرهِقي نفسكِ فلنْ تجديني ..
سأحرقُ مُجلَّداتي و أشعاري ..
سأكسرُ هاتفي النّقال ..
سأتركُ مدينتي كي لا تقتفي أثري ..
ف إليكِ يا من لنْ أُعطيكِ حقكِ في تسميتكِ ..
تيقّني أنَي سأعودُ يوماً ما ..
و لكن ليس إليكِ ..